طائرات الاحتلال تصب نيرانها على غزة والمقاومة تقصف تل ابيب والقدس

لا يزال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة مستمراً منذ الاربعاء الماضي، وقد ارتفع عدد الشهداء في الغارات الاسرائيلية إلى 29، واصيب اكثر من 270 فلسطينيا بينهم 90 طفلا وامرأة.

واعلن متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان صاروخا أطلق من قطاع غزة باتجاه تل أبيب امس وسقط في البحر. وقال المتحدث بعد أن دوت صفارات الانذار من الغارات في المدينة وسمع دوي انفجار» الصاروخ سقط قبالة شواطيء تل أبيب».

ودوت صفارات الانذار من الغارات في تل ابيب ليل امس الاول وهرع السكان الى المخابىء وانفجر صاروخان طويلا المدى الى الجنوب من المدينة. ولم يتم الكشف عن مكان سقوطهما. وقالت الشرطة انهما انفجرا دون أن يسببا أذى. لكنهما هزا 40% من الاسرائيليين الذين كانوا يعيشون حتى الان في أمان بعيدا عن نطاق منطقة الجنوب التي تسقط عليها الصواريخ. وقال جلعاد الدان الوزير في الحكومة الاسرائيلية «حتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نقل الى حجرة محصنة».

ويقيم في منطقة تل ابيب أكثر من ثلاثة ملايين شخص او أكثر من 40% من سكان اسرائيل. ولم تصب المدينة بنيران صواريخ منذ حرب الخليج عام 1991. وفاجأ ذلك سكان تل ابيب ما ادى الى حالة ذعر. وقالت الطبيبة تدى بنينا «هذا ذكرني بحرب الخليج حين اطلق صدام حسين عشرات الصواريخ على تل ابيب». وقبل ذلك سقطت قذيفة على بعد 15 كلم جنوب شرق تل ابيب من دون التسبب في اصابات او اضرار كبيرة.

واكد متحدث رسمي باسم الجيش الاسرائيلي ان اطلاق صواريخ على منطقة تل ابيب وهو امر لا سابق له يشكل مرحلة جديدة «في التصعيد» وان «الجانب الاخر يجب ان يدفع الثمن». وقال يواف ليمو الخبير العسكري في صحيفة اسرائيل هايوم المؤيدة للحكومة ان «اسرائيل اصبحت بحاجة الان الى نجاح لتعويض اثار الهجوم على تل ابيب». وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الجماعات المسلحة في قطاع غزة ستدفع ثمن اطلاق الصاروخين نحو تل أبيب. وقال باراك في تصريحات مذاعة «هذا التصعيد سيكون له ثمن سيدفعه الجانب الاخر».

في غضون ذلك، أعلنت كتائب القسام عن إطلاق مقاتليها صاروخا بعيد المدى باتجاه مدينة القدس مستهدفا مقر الكنيست الإسرائيلي. ولم تعلق المصادر الإسرائيلي على هذا الإعلان على الفور.

وفي وقت لاحق، سقوط صاروخ على مستوطنة في القدس الشرقية. واعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ محلي الصنع على مدينة القدس. وقالت الكتائب في البيان «كتائب القسام تقصف القدس المحتلة بصاروخ قسام ام75 مطور».

كما اعلنت كتائب القسام «قصف اسدود المحتلة بـ5 صواريخ غراد، واضافت في بيان اخر انها اطلقت صاروخا على جيب عسكري اسرائيلي شرق البريج وسط قطاع غزة مما ادى الى اصابة جنود اسرائيليين، الامر الذي نفاه الجيش الاسرائيلي.

واعلنت كتائب القسام، مسؤوليتها عن اطلاق 42 صاروخا من قطاع غزة على اسرائيل صباح امس بعد وصول رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الى القطاع.

وقالت الكتائب في بيان انه بعد نحو عشر دقائق من وصول قنديل الى معبر رفح البري «قصفت كتائب القسام نير اسحاق ومفاتيحم وميغن ونيريم بـ42 صاروخا».

ولاحقا شن سلاح الجو عشرات الغارات على القطاع اسفرت عن استشهاد 10 فلسطينيين، منها غارة جوية على منطقة النزلة شمال قطاع غزة اثناء زيارة قنديل الى القطاع اسفرت عن استشهاد فلسطينيين احدهما طفل، كما افاد مصدر طبي فلسطيني. وكان مسؤول اسرائيلي كبير اعلن ان نتنياهو وافق على تجميد العملية العسكرية الزيارة التي سيقوم بها قنديل للقطاع.

واستشهد فلسطيني واصيب آخر بجروح في غارة على خان يونس في جنوب قطاع، واعلنت لجنة الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في بيان «استشهاد المواطن اسماعيل قنديل واصابة اخر بجروح متوسطة». كما اصيب اربعة فلسطينيين اخرون في سلسلة غارات شنتها مقاتلات حربية اسرائيلية على اهداف في شمال قطاع غزة. وفي وقت لاحق، استشهد ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية على مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ما رفع عدد الشهداء الى 28 فلسطينيا هم 8 نشطاء و17 مدنيا منهم سبعة اطفال وامرأة حامل.

وذكر تقرير اخباري ان الطائرات الحربية الاسرائيلية استهدفت منزل رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست «الاسرائيلية امس ان هنية لم يكن بالمنزل وقت قصفه. ولم يصدر اي تأكيد من قيادة الجيش الاسرائيلي، او حماس لهذا التقرير.

وقال سكان ان هجوم الجيش الاسرائيلي دمر أيضا مولدا للكهرباء كان يغذي منزل هنية. وقصفت الطائرات الاسرائيلية مركزا للشرطة في وسط غزة وأنفاقا على حدود غزة مع مصر تمر من خلالها سلع اساسية مدنية واسلحة متجهة الى فصائل مسلحة في القطاع.

في هذه الاثناء تزايدت المؤشرات على احتمال هجوم بري على غزة. قد أعلن الجيش الاسرائيلي اغلاق ثلاثة طرق حول قطاع غزة مخصصة لحركة المرور المدنية .وقالت مصادر سياسية قبيل هذا القرار ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك طلب موافقة الحكومة على تعبئة 75 الفا من قوات الاحتياط لاستخدامها في حملة اسرائيل على القطاع في اشارة الى استعدادات لهجوم بري محتمل. وكتب سكرتير الحكومة تسفي هاوسر على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك انه بدأ «باجراء تصويت هاتفي بين وزراء الحكومة للموافقة على استدعاء 75 الف جندي احتياط».

و بدأ الجيش الاسرائيلي صباح امس باستدعاء 16 الف جندي احتياط. وقالت متحدثة عسكرية «انهم يوزعون الان اشعارات الاستدعاء والعملية قد بدأت»، وأضافت أن الجيش يقوم بحشد قوات بمحاذاة القطاع و»ينتظر تعليمات المستوى السياسي». وكان باراك قد وافق الخميس على استدعاء 30 الف جندي احتياط قد يتم استدعاؤهم في اي وقت. وقال البريغادير جنرال يواف مردخاي للقناة الثانية الاسرائيلية «نحن في خضم توسيع الحملة» العسكرية . وبحسب القادة الاسرائيليين فان المرحلة الاولى من عملية «عمود الدخان» التي يقوم بها الطيران والتي شملت حوالي 500 موقع عسكري خصوصا منصات اطلاق صواريخ بعيدة المدى مثل تلك التي اطلقت للمرة الاولى على تل ابيب، انتهت. وقال موشيه يعالون وزير الشؤون الاستراتيجية للاذاعة العامة ان «الطيران نفذ القسم الاكبر من مهامه وسجلنا نجاحات كبرى. اصبح الجيش مستعدا الان لتوسيع نطاق العملية». وشوهدت امس ناقلات جند مدرعة وجرافات تتجمع قرب السياج الحدودي بين اسرائيل وقطاع غزة حيث تنتشر دبابات منذ 48 ساعة. وبثت محطات التلفزة الاسرائيلية- بموافقة الرقابة العسكرية- صورا لشاحنات تنقل دبابات وكذلك وحدات مشاة تتجه نحو قطاع غزة. واكد نتنياهو «قوات الدفاع الاسرائيلية ستواصل ضرب حماس بقوة وهي مستعدة لتوسيع العمليات داخل غزة».

و»سلاح الردع الثاني» لدى القادة الاسرائيليين هواستئناف عمليات التصفية «المحددة الاهداف» بشكل منهجي ضد قادة حماس.ولم يستبعد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم في حديث مع اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مثل هذا النوع من الاغتيالات يمكن ان يستهدف قادة سياسيين من حماس بما يشمل رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية. واضاف «كل مسؤولي حماس الضالعين في اطلاق صواريخ على الشعب الاسرائيلي قد يتعرضوا لهجمات فور خروجهم من مخابئهم».

سياسيا، فتحت مصر نافذة صغيرة لدبلوماسية السلام الطارئة في غزة امس ، وقام رئيس الوزراء المصري هشام قنديل بزيارة لغزة هدفها الرسمي التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. لكن مسؤولا فلسطينيا قريبا من الوسطاء المصريين قال ان الزيارة هي»بداية عملية لاستكشاف امكانية التوصل الى تهدئة. من المبكر الحديث عن اي تفاصيل او كيف ستتطور الامور». واكد قنديل ان حكومته تعمل على تحقيق التهدئة في قطاع غزة و»ايقاف العدوان» الاسرائيلي عليه. وقال قنديل خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس وزراء حكومة حماس في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ان «مصر الثورة لن تتوانى عن تكثيف جهودها وبذل الغالي والنفيس لايقاف هذا العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها» ، مؤكدا ان «مصر تقف الى جانب ابناء الشعب الفلسطيني حتى يستردوا جميعا حقوقهم المشروعة ويقيموا دولتهم المستقلة ذات السيادة غير المنقوصة».

ووصل جثمان طفل استشهد في غارة الى مستشفى الشفاء اثناء تفقد قنديل للمستشفى. وقال قنديل انه حمل جثة الطفل الفلسطيني، مضيفا ان «الطفل الشهيد محمد ياسر الذي سالت دماؤه الان... هذه المأساة لا يمكن السكوت عليها وعلى العالم اجمع ان يتحمل مسؤوليته لوقف العدوان، وعلى اسرائيل ان تحترم التعهدات وتحترم المواثيق التي وقعت عليها». واوضح قنديل «ان هذه الزيارة ليست مجرد ايصال الدعم السياسي ولكنها وقوف الى جانب الشعب الفلسطيني على الارض، معي وفد من وزارة الصحة والوزراء المعنيين لبحث ما يحتاج الشعب الفلسطيني، هذه بداية يتبعها وفود اخرى رسمية وغير رسمية». كما دعا قنديل الفصائل الى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وقال ان «ندائي اليوم الى الشعب الفلسطيني يجب ان نتوحد، يجب على الشعب الفلسطيني بكل فصائله ان يتوحد الان».

وفي القاهرة، ذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن الرئيس المصري محمد مرسي صرح امس بأن بلاده لن تترك غزة وحدها وقالت انه وصف الهجمات الاسرائيلية على القطاع بأنها «عدوان سافر على الانسان». ونقلت قوله للمصلين في مسجد أدى فيه صلاة الجمعة في القاهرة «أنا أحذر وأكرر تحذيري للمعتدين بأنه لن يكون لهم أبدا سلطان على أهل غزة»، وأضاف «القاهرة لن تترك غزة وحدها».

على صلة، ذكرت تقارير اعلامية في تونس امس أن وزير الخارجية رفيق عبد السلام سيصل إلى قطاع غزة اليوم على رأس وفد في زيارة تضامنية مع القطاع .وذكرت اذاعة «موزاييك» أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي أجرى اتصالات بقادة فلسطينيين في القطاع الخميس حيث أبلغهم أن وفدا تونسيا برئاسة وزير الخارجية سيزور غزة. وأضاف أن المرزوقي وعد خلال الاتصال بإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة.

بدوره، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري محمد مرسي تناول العدوان على غزة الى «تهدئة الامور واحكام العقل»، كما افادت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس). اما الامين العام لحزب الله حسن نصرالله فرأى ان اطلاق صواريخ بعيدة المدى من طراز «فجر 5» من غزة على اسرائيل يمثل «تطورا كبيرا ومهما جدا» في الصراع مع اسرائيل . ووصفت منظمة التعاون الاسلامي الغارات الاسرائيلية بانها «اعتداء على الأمة الإسلامية جمعاء»، داعية مجلس الامن الدولي الى التحرك. وفي تونس، تظاهر المئات الخميس في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس للتنديد ب»العدوان» الاسرائيلي على قطاع غزة، فيما دعت رئاسة الجمهورية التونسية المجموعة الدولية الى «عزل» اسرائيل عقابا لها على «الجرائم التي ترتكب منذ أيام في حق الشعب الفلسطيني». ونددت روسيا ومصر وايران بالعملية العسكرية الاسرائيلية.

دوليا طلبت الولايات المتحدة التي حملت «مسؤولية» التصعيد لحركة حماس، من مصر استخدام «نفوذها الاقليمي» للمساعدة في انهاء اعمال العنف. كما اعلن الاتحاد الاوروبي ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها لكنه دعاها الى رد «متكافىء». وتحدث أيضا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع نتنياهو قائلا ان حماس تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الازمة. وفي حين دعت فرنسا الى «ضبط النفس»، وصفت تركيا العدوان بانه «جريمة ضد الانسانية». شعبيا، تظاهرالاف في القاهرة والاسكندرية وكذلك في تونس وايران تنديدا بالعدوان الاسرائيلي.

وفي تطور لافت، اعلنت كتائب القسام انها قامت امس باسقاط طائرة حربية اسرائيلية في وسط قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان «كتائب القسام تسقط طائرة حربية بصاروخ ارض جو واشتعال النار فيها ومجاهدوها يقومون الان بالبحث عن حطامها بينما يكثف الاحتلال قصفه لمنع المجاهدين من الاستيلاء على حطامها». واضاف البيان ان «عمليات البحث جارية من قبل مجاهدي القسام عن حطام الطائرة في الجهة الغربية من المنطقة الوسطى». ولم يتسن حتى اللحظة الحصول على تاكيد من الجيش الاسرائيلي للحادثة.